اقتباسات / الفيلسوف الانجليزي سبنسر

 هربرت سبنسر  هو فيلسوف انجليزي عاش في القرن التاسع عشر بين 1820 - 1903 م.مؤلف كتاب " الرجل ضد الدولة". و ساهم سبنسر في ترسيخ مفهوم الارتقاء، واعطى له ابعادا اجتماعيا، فيما عرف لاحقا بالدارونية الاجتماعية.ويعد سبنسر واحدا من مؤسسي علم الاجتماع الحديث.

يقول سبنسر* في مطلع كتابه (المبادئ الأولى) إننا نسى غالبا أن في الشر روحا من الخير وأن في الخطأ روحا من الحقيقة , لذلك فهو يرى أن نقوم بفحص الآراء الدينية واضعين نصب أعيننا البحث عن جوهر الحقيقة وراء الصورة المتغيرة في كثير من الديانات .

وهو يرى أن كل نظرية عن أصل الكون تسوقنا إلى أمور لا يدركها العقل ويقف حيالها عاجزا لا يستطيع أن يفهم عنها شيئا , فالملحد الذي ينكر وجود الله يحاول أن يفكر في عالم قائم بذاته , لم ينشأ عن علة وليس به بداية , ولكننا لا يمكننا أن ندرك أو نتصور شيئا لا بداية ولا علة له . أما معلم اللاهوت أو رجل الدين الذي يقول أن الله خلق العالم , فإنه يترك المشكلة بلا تفسير بل يؤرخها خطوة إلى الوراء , ويرد عليه السؤال الذي لا يتوانى الطفل عن سؤاله , ولكن من أوجد الله , وجميع الآراء الدينية نعجز عن فهمها فهما منطقيا .

لا يمكن معرفة حقيقة طبيعة الأشياء النهائية , وأن الفلسفة الأمينة الوحيدة كما يقول هكسلي هي الفلسفة اللا أدرية . والسبب الرئيسي العام لهذا الغموض هو نسبية جميع أنواع المعرفة . إذ أن التفكير أمر نسبي , وليس هناك فكرة يمكنها التعبير عن أكثر من نسب تقريبية , فقد أعد العقل البشري لكي يفهم ظواهر الأشياء , وعندما نحاول استخدام هذا العقل في فهم ما وراء الظواهر فإننا نزج أنفسنا في عبث - لا طائل تحته .

* سبنسر : فيلسوف إنجليزي
ول ديورانت

*******

 و الأمل في إلغاء الحروب وبلوغ مجتمع تتحقق فيه العدالة الاجتماعية يكمن في تطور الصناعة في الشعوب الصناعية , وعندما تتوقف سيادة الحرب لحياة الأمم , ينهض التطور الاقتصادي , وتنشأ ألوف المشاريع الاقتصادية وتتوزع السلطة على جزء كبير من أفراد المجتمع . وبما أن الإنتاج الصناعي لا يترعرع ويزدهر إلا في ظل الحرية فإن المجتمع الصناعي سيعمل على تحطيم السلطات التقليدية الكهنوتية والطائفية القبلية التي تزدهر في ظلها الدول الحربية . ولا يعود للجندي أو العسكري هذه القيمة البالغة والشهرة العالية , والصيت العظيم , وتصبح الوطنية حب الإنسان لوطنه لا كراهية الأوطان الأخرى.

وعندما تقل الحروب الخارجية , تخف القسوة في الداخل , ويحل نظام الزوجة الواحدة محل نظام تعدد الزوجات بسبب قلة الحروب التي تستهلك الرجال , ويرتفع وضع المرأة , وتفسح الخرافات الدينية الطريق أمام المذاهب الحرة التي تركز جهودها في إصلاح الحياة الإنسانية , والسمو بالأخلاق على ظهر هذه الأرض . وتحل الأبحاث الدقيقة عن الأسباب الطبيعية محل المعجزات والقوى الخارقة , ويبدأ التاريخ في دراسة الناس وهم في العمل بدلا من دراسة حياة الملوك وهم في الحرب .ويتحول التاريخ عن تسجيل حياة الشخصيات إلى تسجيل أحدث الآراء والأفكار وأعظم الاختراعات , وتقل سلطة الحكومة وتزيد سلطة الجماعات المنتجة في داخل الدولة .

يعتقد المجتمع الحربي بأن وجود الأفراد من أجل منفعة الدولة , أما المجتمع الصناعي فيعتقد بوجود الدولة من أجل منفعة الأفراد .

سبنسر- قصة الفلسفة- ول ديورانت- ص 295

*******

في كتابه "تطور المجتمع"

لقد اعتبر سبنسر موطنه إنجلترا مثالاً للبلد الذي يقترب من المجتمع الصناعي ,على الرغم من أنه استنكر بشدة نمو الروح العسكرية الحربية الاستعمارية فيها , واعتبر كلا من فرنسا وألمانيا مثالا للدولة العسكرية الحربية .

ويعتقد سبنسر بأن الاشتراكية نتيجة طبيعية للنظم الاقطاعية والعسكرية , والنظام الاشتراكي كالنظام العسكري يقوم على النظام المركزي , وتوسيع سلطة الحكومة , والقضاء على المبادرة الفردية وتبعية الفرد وإخضاعه . والنظام القائم وراء كل منظمة هو أنها تميل إلى الصلابة والشدة عندما تكتمل قوتها . والاشتراكية ستؤدي إلى جماعة بشرية من النحل والنمل , وستؤدي إلى نظام من الاستعباد أشد قنوطا ويأسا من الوضع الحالي .

***********

في كتابه "تطور الحياة"

كلما زاد تطور ورقي النوع أو الجماعة , كلما قلت نسبة التوالد بينها ولكنها تسري على الأفراد أيضاً . إذ أنه كلما ارتقى الفرد في عقله وذكائه كلما قل نسله , فأينما نجد خصبا في التناسل نجد بلادة في العقل , وحيثما يزيد نشاط العقل أثناء التعليم يتبع ذلك ضعف تام أو جزئي في الخصب التناسلي . كما أن كثرة اقتراب النساء من الأمومة يخفف من نشاطهن العقلي .

قصة الفلسفة

*******

لقد طالب "سبنسر" بزيادة تدريس العلوم وإقلال دراسة الآداب في برامج التعليم . فجاء "ديوي" وأضاف على ذلك وجوب تدريس العلوم بطريقة عملية تأتي عن طريق الممارسة الحقيقية النافعة للحرف والمهن , لا طريق تعلم الكتب . إذ ينبغي أن تكون المدارس في مجتمع صناعي أشبه شيء بالمصنع الصغير , وتقوم بتعليم طلابها بطريقة عملية , يتدرب فيها التلاميذ على التجارب العلمية والاستفادة من أخطاء هذه التجارب , وتدريس الفنون والنظم اللازمة بالنسبة للنظام الاقتصادي والاجتماعي والنظر للتعليم لا على أساس أنه مجرد إعداد للنضوج بل نمو ونهوض مستمر للعقل , وتنوير مستمر للحياة , إذ المدارس لا تقدم لنا سوى وسائل النمو العقلي , والبقية تعتمد على مدى استيعابنا وتفسيرنا لتجاربنا , والتعليم الحقيقي يأتي بعد تخرجنا من المدارس لذا يجب أن يستمر معنا طيلة حياتنا .

ول ديورانت

*********