الاثنين، 21 أبريل 2014

اقتباسات / متفرقة الجزء الأول









عندما نتعامل مع العالم الخارجي , نتأثر بالواقع الداخلي الشخصي وليس بالواقع الموضوعي , وبما أن عقلنا بما يحتويه من أفكار وقناعات وعقائد وأحاسيس ومخاوف وعقد ثنائية التفكير في طبيعتها , هذا يقف بيننا وبين العالم الخارجي , فإننا لا نستطيع التأثر إلا بالواقع الداخلي الشخصي أي بأفكارنا وقناعاتنا وعقائدنا . أي أننا لا نتأثر إلا بالموجود داخل عقولنا .

إذا كونت فكرة جديدة بخصوص شخص أو حدث ما , فإنك تبدأ بالنظر إليهما من خلال هذه الفكرة , فتبدو لك على أنها الواقع , أي أنك تقيم الحدث على أنه واقع "موضوعي"................

هناك الآلاف من أنماط التفكير التي تحدد العوالم التي نعيش فيها , وأحيانا تختلف هذه العوالم بعضها عن بعض اختلافا كليا , مثلاً كاختلاف عالم الإنسان العادي عن عالم الأعمى والأصم والأبكم. إن كل فرد فينا هو خالق عالمه وحاكمه , وكل فرد فينا يعيش الواقع الخاص فيه وحده , ويستحيل أن يتأثر شخصان أو مجموعة من الأشخاص بنفس الوضع تأثراً مشابها تماماً . وهكذا ينتج لدينا وضع مثير للاهتمام. عندما ندرك أنفسنا سيصبح بمقدورنا إدراك العوالم الأخرى , لأن كل شيء حولنا مبني على مبدأ المماثلة                         .

فلاديمير جيكارنتسف



********


جاءني مرة رجل يحتل منصبا بارزا في العالم . كان به قلق وفقدان أمن , ويعاني أحيانا من إغماء ينتج عنه غثيان ومن ثقل في الرأس وضيق في التنفس , هذه الأوصاف تنطبق على أعراض "مرض الجبال" . وكان الرجل أصاب في حياته نجاحا منقطع النظير , إذا استطاع بفضل جده وطموحه ومواهبه أن يرتفع فوق نشأته المتواضعة . وقد وصل بالفعل إلى مكانة في الحياة كان يستطيع أن يبدأ منها صعوده إلى الدرجات العليا عندما ألم به "العصاب النفسي" على حين فجأة . من الواضح أن المريض كان بلغ في هذه الفترة أعلى نقطة في حياته , أي أن الجهد الذي بذله لكي يرتقي بعيدا بعيدا عن نشأته الوضيعة قد استنفد منه جميع قواه . كان عليه أن يرضى بما حققه , ولكنه اندفع بدلا من ذلك يحدوه الطموح لعله يبلغ قمما أعلى من النجاح لم يكن مناسبا لها ,فكان هذا العصاب بمثابة تحذير له . لقد حالت الظروف دون قيامي بمعالجة هذا المريض , وهو لم يُبد ارتياحه لتشخيصي لحالته                                      .


يونغ
علم النفس التحليلي





********



لا تستطيع أن تكون مستقلا, يجب أن تكون إما مع إيران وإما مع أمريكا, طبعا هذا مجرد نموذج, والأمثلة تتعدد، فإما مع إسرائيل وإما مع حزب الله، وإما مع القاعدة أو الأنظمة، وإما مع هذه الجهة أو تلك!! أنت لست حرّا، ولا يحق لك أن تكون ضدّ الاثنين معا على سبيل المثال, ولا يحق لك أيضا أن توجه ملاحظات لأي طرف حتى لو كنت معه أو ضده.

والأعجب من ذلك, أن القارئ يهمل كل ما في المقال من معطيات، ويقوم بشحذ قلمه، وهو الذي لا يفقه بالسياسة حتى لا أقول "بشيء آخر"، ويتحول إلى حاكم يمارس عليك نفس ما تمارسه الأنظمة عليه من تخلّف, ولا يمكنه أن يعرض رأيه بطريقه موضوعية أو علمية, بل التهجّم عليك شرط أساس في التعبير عن رأيه.

إن الاعتماد على العاطفة إلى هذه الدرجة يشكل عاملا خطيرا في تحديد مستقبلنا, لا نعني بذلك أن نستبدلها بالعقل، بحيث نتجرّد من الأولى ونغرق في الثاني، وإنما المطلوب تحقيق تكامل بين العقل والعاطفة, فتعمل العاطفة على موازنة العقل، ويعمل العقل على كبح جماح العاطفة وما ينتج عنها من ارتجالية  وعشوائية.
                                         
إن وجود فئة وشريحة واسعة من أصحاب العاطفة الجياشة ، سواء كانوا كتابا أو قراء أو غير ذلك، من ضحايا التلاعب والسقوط والفشل, يجعل من الصعب على أي عقلاني أن يعرض حججه مهما كانت قوية وصحيحة في مواجهة هؤلاء, فهو الساقط والفاشل وهم الناجحون........!

باكير




********


إذا كانت الديموقراطية مكلَّفة أن تضمن للأفراد الحرية كما ضمنت لهم الحياة، فإن الحرية لا تستقيم على الجهل، ولا تعايش الغفلة والغباء، فالدعامة الصحيحة للحرية الصحيحة إنما هي التعليم الذي يشعر الفرد بواجبه وحقّه.

طه حسين

********


الدعامة الصحيحة للحرية الصحيحة إنما هي التعليم الذي يشعر الفرد بواجبه وحقه في التعليم, حق للناس جميعا, وان من واجب الدولة أن تكفل المساواة لهم مهما تكن طبقاتهم الاقتصادية والاجتماعية فلا مجد والجهل مخيم ,ولا حرية والجهل مستأثر بالقلوب.

طه حسين


********
منهج البحث.
أحب أن أكون واضحا جليا وأن أقوال للناس ما أريد أن أقول دون أن أضطرهم إلي أن يتأولوا ويتمحلوا ويذهبوا مذاهب مختلفة في النقد والتفسير والكشف عن الأغراض التي أرمي إليها.

أريد أن أريح الناس من هذا اللون من ألوان التعب وأن أريح نفسي من الرد والدفع والمناقشة فيما لا يحتاج إلي مناقشة أريد أن أقول إني سأسلك في هذا النحو من البحث مسلك المحدثين من أصحاب العلم والفلسفة فيما يتناولون من العلم والفلسفة أريد أن أصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي أستحدثه (ديكارت ) للبحث عن حقائق الأشياء في أول هذا العصر الحديث والناس جميعا يعلمون أن القاعدة الأساسية لهذا المنهج هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل وأن يستقبل موضوع بحثه حالي الذهن مما قيل فية خلوا تاما والناس جميعا يعلمون أن هذا المنهج الذي سخط علية أنصار القديم في الدين والفلسفة يوم ظهر قد كان من أخصب المناهج وأقوها وأحسنها أثرا وأنة قد جدد العلم والفلسفة تجديدا وأنة قد غير مذاهب الأدباء في أدبهم والفنانين في فنونهم وأنة هو الطابع الذي يمتاز به هذا العصر الحديث فلنصنع هذا المنهج حين نريد أن نتناول أدبنا العربي القديم وتاريخه بالبحث والاستقصاء.

ولنستقبل هذا الأدب وتاريخه وقد برأنا أنفسنا من كل ما قيل فيهما من قبل وخلصنا من كل هذه الأغلال الكثيرة الثقيلة التي تأخذ أيدينا وأرجلنا ورءوسنا فتحول بيننا وبين الحركة الجسمية الحرة وتحول بيننا وبين الحركة العقلية الحرة أيضا نعم يجب حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسي قوميتنا وكل مشخصاتها وأن ننسي ديننا وكل ما يتصل به وأن ننسي ما يضاد هذه القومية وما يضاد هذا الدين يجب ألا نتقيد بشيء ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح ذلك أنا إذا لم ننس قوميتنا وديننا وما يتصل بهما فسنضطر إلي المحاباة وإرضاء العواطف وسنغل عقولنا بما يلائم هذه القومية وهذا الدين .



وهل فعل القدماء غير هذا وهل أفسد علم القدماء شيء غير هذا ؟

كان القدماء عربا يتعصبون للعرب أو كانوا عجما يتعصبون علي العرب فلم يبرأ علمهم من الفساد لأن المتعصبين للعرب غلوا في تمجيدهم وإكبارهم فأسرفوا علي أنفسهم وعلي العلم ولأن المتعصبين علي العرب غلوا في تحقيرهم وإصغارهم فأسرفوا علي أنفسهم وعلي العلم أيضا.
 
كان القدماء مسلمين مخلصين في حب الإسلام فأخضعوا كل شيء لهذا الإسلام وحبهم إياه لم يعرضوا لمبحث علمي ولا لفصل من فصول الأدب أو لون من ألوان الفن إلا من حيث إنه يؤيد الإسلام ويعزه ويعلي كلمته .فما لاءم مذهبهم هذا أخذوه وما نافرة انصرفوا عنة انصرافا .

أو كان القدماء غير مسلمين: يهود ونصارى أم مجوسا أو ملحدين أو مسلمين في قلوبهم مرض وفي نفوسهم زيغ فتأثروا في حياتهم العلمية بمثل ما تأثر به المسلمين الصادقون : تعصبوا علي الإسلام ونحوا في بحثهم العلمي نحو الغض منه والتصغير من شأنه فظلموا أنفسهم وظلموا الإسلام وأفسدوا العلم وجنوا علي الأجيال المقبلة ولو أن القدماء استطاعوا أن يفرقوا بين عقولهم وقلوبهم وأن يتناولوا العلم علي نحو ما يتناوله المحدثون لا يتأثرون في ذلك بقومية ولا عصبية ولا دين ولا ما يتصل بهذا كله من الأهواء لتركوا لنا أدبا غير الأدب الذي نجده بين أيدينا ولأر احونا من هذا العناء الذي نتكلفه الآن ولكن هذه طبيعة الإنسان .لا سبيل إلي التخلص منها .

وأنت تستطيع أن تقول هذا الذي تقوله في كل شيء فلو أن الفلاسفة ذهبوا في الفلسفة مذهب (ديكارت ) منذ العصور الأولي لما أحتاج (ديكارت ) إلي أن يستحدث منهجه الجديد ولو أن المؤرخين ذهبوا في كتابة التاريخ منذ العصور الأولي مذهب ( سينيويوس ) لما أحتاج ( سينيويوس ) إلي أن يستحدث منهجه في التاريخ وبعبارة أدني إلي الإيجاز : لو أن الإنسان خلق كاملا لما أحتاج إلي أن يطمع في الكمال .فلندع لوم القدماء علي ما تأثروا به في حياتهم العلمية مما أفسد عليهم العلم .

ولنجتهد في ألا نتأثر كما تأثروا وفي ألا نفسد العلم كما أفسدوا لنجتهد في أن ندرس الأدب العربي غير حافلين بتجمد العرب أو الغض منهم ولا مكترثين بنصر الإسلام أو النعي علية ولا معنيين بالملاءمة بينه وبين نتائج البحث العلمي والأدبي ولا وجليين حين ينتهي بنا هذا البحث إلي ما تأباه القومية أو تنفر منه الأهواء السياسية أو تكرهه العاطفة الدنية فإن نحن حررنا أنفسنا إلي هذا الحد فليس من شك في أننا سنصل ببحثنا العلمي إلي نتائج لم يصل إلي مثلها القدماء وليس من شك في أننا سنلتقي أصدقاء سواء اتفقنا في الرأي أو اختلفنا فيه.

فما كان اختلاف الرأي في العلم سببا من أسباب البغض إنما الأهواء والعواطف هي التي تنتهي بالناس إلي ما يفسد عليهم الحياة من البغض والعداء .
 
فأنت تري أن منهج (ديكارت ) هذا ليس خصبا في العلم والفلسفة والأدب فحسب وإنما هو خصب في الأخلاق والحياة الاجتماعية أيضا وأنت تري أن الأخذ بهذا المنهج ليس حتما علي الذين يدرسون العلم ويكتبون فيه وحدهم بل هو حتم علي الذين يقرءون العلم أو يكتبون فيه ألا يقرءوا هذه الفصول .فلن تفيدهم قراءتها إلا أن يكونوا أحرارا حقا..

طه حسين

********


هذا الإهمال الفكري والسياسي لنظرية (الدولة) الحديثة في المنطقة العربية سبَّب كثيراً من الإرباك والغموض في فهم فكرة (الدولة). وهذا بحد ذاته يشكل أزمة معرفية تؤثر بالمحصلة النهائية في طريقة صنع القرارات وإصدار القوانين، ناهيك عن تأثيره في ذهنية القوى السياسية المؤثرة (الموالاة والمعارضة) وأفراد المجتمع.

ويتفاوت المدلول الحديث للدولة في الثقافة العربية بين مفاهيم مختلفة كواحد أو أكثر من المصطلحات التالية: أمَّة، خلافة، حكومة، نظام حكم، سلطة، ولاية فقيه، مشيخة، إمامة، مُلك.. الخ، لأن هذه الثقافة لم تنشغل بمناقشة مفهوم الدولة الحديثة أي مؤسسة الدولة اجتماعياً وقانونياً وفلسفياً، ضمن حدود جغرافية وسكانية، بل انشغلت بمفهوم الدولة كنظام حكم سياسي.


*****


طبعاً من حق كل إنسان أن يرفض تصنيف نفسه، إنما يصعب أن لا نشعر بحالة التعاسة التي تعتري المحاور عندما تمر لحظات من صراع الهروب من التصنيف، رغم أن كل ما يقوله يضعه بكل وضوح في تيار ما، لكنه يراوغ بالكلام ويكر ويفر وكأنه بحالة دفاع في محكمة.. ثمة رعب من تصنيف المتحاورين لهذا التيار أو ذاك، رغم أن الحوارات هي بين فرقاء يمثلون تيارات فكرية مختلفة لكي لا يغدو الحوار وكأنه بين أشباح بلا هويات.

....
محاولة طمس التعددية هذه خلقت في مخيلة المجتمعات العربية أن التعددية تعني التناحر والتمزق حتى أصبح كثير ممن هم ينتمون لهذه الجماعات يرهبون حقهم في إعلان ذلك، بل ويزايد البعض (في حالة انفصام ثقافي حادَّة) شاتماً التعددية في النهار وممارساً للفئوية الضيقة في الليل.. يُقدس الوحدوية في العلن، ويمارس أسوأ أنواع الاستقطاب الفئوي في الخفاء.. حتى غدت بعض التيارات الفكرية وجماعات الرأي تُظهر ثقافة مختلفة عن الثقافة التي تبطنها داخل جماعاتها.

...
السليم هو الشعور بالوحدة الوطنية في ظل التنوع، فوجود الهويات الجزئية هي مسألة تنوع طبيعي في كل الدول والمجتمعات، بل إنه تنوع صحي يثري الكيان الوطني الشامل.

د الحبيب


********


.....ألهذا نحن أمّة شاعرة؟
سؤال خطير، يشكّل مدخلاً إلى محاكمة للذات العربيّة على مدى التاريخ قبل أن يكون مجرّد محاكمة للشعر التقليدي و«لشعرٍ هو تنويمة الإنسان لوعيه كي يغطّ في سباتٍ عميق». شخصيّاً، لا يخامرني شكّ بأن العرب مارسوا الشعر، في الأعمّ الأغلب، هرباً من الذات ومن الآخر معاً، أي هرباً من الحقيقة. والمأساة أنّهم لم يستطيعوا أن يحقّقوا من هذا الهرب إلّا ما يشبه تدخين النراجيل، تحشيشةً من هنا وتحشيشة من هناك، ولم يبنوا عوالمَ متماسكة بأركانها وفروعها، لغةً وروحاً. ولا يُهوّن من المشكلة أن نحتمي بشُهُب كأبي نواس والمتنبي.
لماذا نعوّل على السرديّات والرواية للدخول إلى ذواتنا وإلى ذات الآخر ولا نعوّل على الشعر؟ لأنّ الشعر الحديث اقتحم هذا الطريق بصورة عفويّة واقتحامه هذا هو، في الواقع، أحد أسباب الحذر منه والهياج عليه واعتباره هجيناً ثقيل الوطأة. إن دعوتنا الرواية والسرديّات لسبر أغوار الذات الفرديّة والاجتماعيّة سبراً شاملاً ليست بسبب تقصير الشعر عن الاضطلاع بهذا الدور، بل لأن هذا الدور أشبه ما يكون بالرسالة، والشعر كما يقول أدونيس في كلمته ذاتها، « لا يقدّم رسالة وإنما يقدّم رؤية. الرسالة شأن آخر يقوم به كلام آخر». هذا الكلام الآخر هو ما نعنيه بالسرديّات. ثم يقول " النصّ الشعريّ الذي لا يحتاج في قراءته إلى تأويل إنما هو نصٌّ فارغ. فالقصيدة التي تُفْهَم دون أيّة حاجة إلى التأمّل والمساءلة، لا تكون أكثر من قشّ لغويّ».

أنسي الحاج



********

رأينا كيف أن الظروف التي أنعشت حالة الأنسنة في القرنين الثالث والرابع الهجريين ,كانت في الوقت نفسه سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية . ولكن هذه الظروف توقفت تدريجيا عن الوفاء بالتزاماتها منذ القرن الخامس الهجري . فالسياسة السنية التقليدية (الأرثوذكسية) , سياسة التشدد الدغمائية التي تقيد التعددية العقائدية تعززت مع ظهور السلاجقة الأتراك . ثم ازدادت قوة ولعهد طويل مع ظهور العثمانيين وإلى أن أسقط كمال أتاتورك الخلافة 1924 م .

وقد رسخت الشيعة الإمامية القطيعة بين الإسلام الشيعي والإسلام السني بتبني الصفويين في إيران السياسة التقليدية نفسها . ففي صيف سنة 907 هـ أعلن إسماعيل الصفوي نفسه شاها , فكانت أو قراراته التغيير في الآذان , إذ أضاف عليه عبارة "وأشهد أن عليا ولي الله " . فكان ذلك إيذانا بولادة الإسلام الإمامي رسميا , الذي سينافس الإسلام السني الرسمي منذ تلك اللحظة.


الأنسنة والإسلام
محمد أركون
ص 42


********


يخصص المؤلف الجزء الأخير من كتابه ليتحدث عن وضعية المرأة في المجتمع المتخلف؛ حيث يعتبر المرأة العنصر الأشد تلقيا للظلم والقهر في المجتمع، وهي أوضح مثال للإنسان المقهور؛ فالعلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع المتخلف تلعب دورا هاما من الناحية الدفاعية، حيث يتهرب الرجل من مأزقه بتحميل المرأة كل مظاهر النقص والمهانة التي يشكو منها في علاقته بالمتسلط وقهره والطبيعة واعتباطها، ولذلك يفرض على المرأة أكثر الوضعيات عبئا في المجتمع المتخلف؛ إنها محط كل إسقاطات الرجل السلبية والإيجابية على حد سواء، وهي تُدفع نتيجة لذلك إلى أقصى حالات التخلف، ولكنها من هوة تخلفها وقهرها ترسخ تخلف البنية الاجتماعية من خلال ما تغرسه في نفوس أطفالها من خرافة وانفعالية ورضوخ.


حجازي