معظم العرب الذين كتبوا عن ادوارد سعيد , ممن أتيحت لي قراءتهم , يصدرون في كتاباتهم عن
نظرة تعسكر الفكر : لا تراه إلا بوصفه وظيفة نضالية , وبوصفه انتماء وانحيازا . إنها تنويع آخر على عسكرة الشعر
والأدب والدين . وهي بذلك تؤكد على أن الثقافة العربية ,
وفقا لمنطقها , نوع آخر من الحرب . إنها نظرة لا ترى العربي إلا محاصرا - عبدا
, بين حدين : حد الانصهار في "الجمع" , في " الأمة" , وحد الانفصال عن " الآخر" ,
"الغريب" , "العدو" . أهي بدائية تُلبسنا إياها الحداثة الأجنبية "الغازية" ؟ أهي مركزية
الانطواء والانغلاق , نقابل بها مركزية التوسع والاجتياح؟
هكذا لا يكون الفكر العربي , إذ يخضع لهذه النظرة , مسألة إبداعية , على المستوى الإنساني الكوني , وإنما يكون بالأحرى مسألة "انتماء" و"ردود فعل" , و"تبجح" على مستوى "الزاوية" .
280
هكذا لا يكون الفكر العربي , إذ يخضع لهذه النظرة , مسألة إبداعية , على المستوى الإنساني الكوني , وإنما يكون بالأحرى مسألة "انتماء" و"ردود فعل" , و"تبجح" على مستوى "الزاوية" .
280
ضد الثقافة المؤسسية السائدة في المدارس والجامعات والحياة العامة , هذه الثقافة شوهت الشعر العربي
بسطحية نظرتها , وابتذاليتها , وتقليديتها , مما ولد هوة
كبيرة بينه وبين الذائقة الفنية عند الأجيال العربية الطالعة.
كانت نقطة الارتكاز , بالنسبة إلي , هي أن الحداثة الشعرية العربية ليست قطيعة مع الشعرية العربية , أو
التراث , وإنما هي , على العكس, تنويع يصل في بعض ظواهره ,
أحيانا , إلى أن يكون شكلاً من أشكال الاستئناف . فالقطيعة مستحيلة : إذ كيف يمكن أن نلغي نهراً لا نزال نسبح
في مائه ؟ ولئن كنت قد تكلمت شخصيا على القطيعة مع
الماضي , فإن ذلك جاء في سياق مختلف , وكانت له تبعا لذلك , دلالات مختلفة , فالماضي
شيء , والشعر شيء آخر . الشعر لا يمضي , وإنما هو حضور دائم .
هكذا فرضت تجربة الحداثة أمرين :
- إعادة النظر في الشعر العربي , لفهمه فهما حديثا.
- إعادة النظر في الشعر العربي , لفهمه فهما حديثا.
- إعادة النظر في أشكاله وطرائق تعبيره لابتكار أشكال جديدة , وطرائق تعبير جديدة .
286
كانت الفتاة التي تحبني , تنتظرني دائما في مكان عالي , لا يبعد عن حدود السماء , إلا بضع خطوات من بيتها.
في الحب , اكتشفت أن للقمر سلطانا
علي , أنا أيضا . وأن لليل أبوابا ونوافذ لا يفتحها إلا لمن يعرف كيف يقيم عروشه
الحميمية الخاصة في المخيلة وفي الأحشاء وشهواتها .
انظر كيف تكنس العاصفة الغبار عن الدروب إلى الحب .
انظر كيف تكنس العاصفة الغبار عن الدروب إلى الحب .
290
أتذكر كيف كنا , نحن أبناء جيلي , شيوعيين وبعثيين وقوميين , نسكن ونعمل معاً في الكتب لا في الحقول
, ونسير ونحيا بين الكلمات لا بين الناس .
كيف أعطينا طاقاتنا كلها
, لكن للفراغ, كيف كنا نغلق عقولنا , ونفتح أفواهنا . كيف كانت متاجر الذين
حاربناهم أكثر إشعاعا من مدارسنا وأكثر فاعلية . كيف كانت كتبهم أوسع
معرفة من كتبنا . وكيف أننا لم نقبض إلا على الريح , فيما قبضوا ويقبضون على الأرض . حفلة سمر حقاً! , لم
نكن نعرف حتى معنى الكلمات التي كنا نتغنى بها . هكذا فاتتنا
اللغة , وفاتتنا الحياة .
298 , 299
قبر الماضي عندنا بيت للحاضر.
وما أكثر الجدران التي تلتطم رؤسنا بها .
- منذ فترة طويلة , وضعت الأنظمة العربية شعوبها على طريق السقوط . وهو سقوط يتواصل الآن بسرعة وقوة . لم يعد هناك , أمام هذه الأنظمة أي مكان عال . لم تعد هناك غير المنحدرات
ولقد التهم الماضي , الديني على الأخص , لغتنا . وها هو آخذ في التهام أفواهنا وألسنتنا . ولم تعد , فيما يبدو , بعيدة تلك اللحظة التي يلتهم فيها وجودنا نفسه .
إلى ذلك نحن اليوم عاجزون حتى عن الاعتراف بضعفنا , وعن نقد ما قلناه وفعلناه , خصوصا في النصف الثاني من القرن العشرين المنصرم. ولئن كان العربي غير قادر على الكلام , كما يفترض بالإنسان أن يتكلم , أعني بحرية كاملة ومسؤولية كاملة , فكيف يكون قادرا على الفعل , كما يفترض بالإنسان ان يكون ؟
لماذا يحب العربي , بعامة, والسياسي بخاصة , البلاغة ؟
ربما لأن في البلاغة تعويضا عن
الدفين , الحميم الذي يتعذر الإفصاح عنه .
ربما لهذا كذلك , صارت الهوية السياسية العربية هوية لغوية بلاغية .
303 , 304
ربما لهذا كذلك , صارت الهوية السياسية العربية هوية لغوية بلاغية .
303 , 304
كلا ليس من التدين , فكريا وإنسانيا , إلغاء الرغبة في اللاتدين.
304
يخطر لي أن أتسأل : متى تجيء اللحظة التي يعيد فيها الكاتب العربي النظر في كتابته , ويسأل نفسه " "ماذا كتبت ؟ ماذا أكتب ؟ هل تعرّش لغتي على شجرة السياسة وتقاليدها , أم أنها تفتح حقولا أخرى , وتؤسس لسياسة أخرى ؟ هل أسير وراء الزمن لكي يفهمني الجمهور ويصفق لي , أم أنني أحاول أن أفتح زمنا آخر للكتابة ؟ هل أتماهى مع الواقع , لكي أبقى في كنف المصلحة والفائدة , أم أزلزلة لكي أقدر أن أرتقي إلى رؤية الإنسان في طاقاته الخلاقة , وفي قدرته على التغيير والبناء ؟ هل أكتب لكي أصل لكرسي أجلس عليه , وأطمئن إليه , أم أكتب لكي أظل قادرا على السير , متقدما , صاعدا ؟
ولماذا تزداد ظلمة العالم الذي أنتمي إليه ؟
ولماذا أكاد أن أصير أنا نفسي
جزءا من هذه الظلمة ؟
نظرياتنا كلها , وممارساتنا كلها , على امتداد القرن العشرين المنصرم , لم تؤسس إلا لشيء واحد :كتابة المستقبل بحبر الماضي!
السبب في هذا الصدد , لا ينحصر في الطغيان ,
بمختلف أشكاله , وإنما يتجاوزه .
إنه في التاريخ , وفي "بنية" الفكر. ولم يفدنا اللجوء إلى الحلم , ولم يفدنا الهرب من الواقع , باسم
"الخطة" , أو باسم فن "التعبئة ".
306 , 307
من
الطبيعي أن يكون الخلاقون في مختلف الميادين هم الذين يعيدون النظر جذرياً , وعلى نحو متواصل , في حياتنا السياسية , والاجتماعية , والثقافية ,
بعامة , وفي حياتنا الفنية - الإبداعية , بخاصة . وطبيعي أن "يدفعوا"
ثمنا كبيراً , لقيامهم بهذه المهمة الكبيرة .
هكذا أعترف أنني أحيانا أضعف , ويغريني التراجع , قائلاً في ذات نفسي : لماذا أعرض حياتي لحرب عنيفة يشنها علي الآخرون , وقد تكون قاتلة؟
أضعف وأتساءل : لماذا لا أعيش وأكتب في سلام كامل , كمثل غيري , لهذا "السطح" العربي السياسي والأكاديمي والديني والاجتماعي , المليء بـ"جاذبيات" من كل نوع , وبـ"إغراءات " ضخمة؟
هكذا أدخل بيت الطاعة
لا أثير أية مشكلة
لا أتخذ أي موقف
وأرفض أية مغامرة حتى في ميدان نتاجي الخاص
ولا يكون لدي أية "جحيم"
لا يكون لدي غير "الجنة".
307, 308
الكائن الذي هو أنا , والذي يحيا ويفكر في ظل السياسة العربية , ليس هو أنا في الحقيقة , إنه شخص آخر فيّ: شخص الجماعة وتقاليدها الفكرية المهيمنة . أو لأقل : إنه شخص الرقابة في الحياة العربية مجرد ممارسة سلطوية , وإنما هي جزء عضوي من هذه الحياة ومن ثقافتها .
العربي - المسلم , اليوم , هو تحديدا رقيب .
لكن لنحلم جميعا بقيام رقابة من نوع آخر : منع البطالة والفقر والهجرة والقمع والطغيان بمختلف أشكاله , منع المستشفيات من أن ترفض استقبال المرضى , بحجة أنهم لا يقدرون أن يدفعوا ثمن هذا الاستقبال , منع الفقراء والمحتاجين من أن يتحولوا إلى لصوص أو إلى مرتشين لكي يقدروا أن يعيشوا , ويعيلوا أطفالهم , منع الطاقات المفكرة , المبدعة من ترك بلدانها إلى بلدان أخرى , طلبا للحرية , وبحثا عن الحياة الكريمة , منع عزل المرأة وحرمانها من الدخول الكامل إلى الحياة العملية والسياسية والثقافية , الخ الخ
308 , 309
كتب كثيرة للقراءة لكن , أفضل أن أنام على أن أقرأ كتاباً لا يوقظني .
313
ما أغرب حياتنا العربية : الموتى الذين يبعثون فيها , أكثر من الأطفال الذين يولدون .
317
- تاريخ
يتصاعد الدخان من فمه ويديه وعينيه .
- وطن من الألفاظ
جدرانا وحقولا , طرقا وأنظمة .
- لا تظنوا أن العرب استقلوا عن العالم .
العالم استقل عنهم .
- جاء الظلام وجثم على كل شيء.
لماذا يتأخر الضوء ,
لماذا لا يجيء؟
- أغبطك , أنت المرهق , المضطرب
يا من تتابع السباحة نحو الضوء, في هذا المحيط من الظلمات .
318 , 319
هكذا أعترف أنني أحيانا أضعف , ويغريني التراجع , قائلاً في ذات نفسي : لماذا أعرض حياتي لحرب عنيفة يشنها علي الآخرون , وقد تكون قاتلة؟
أضعف وأتساءل : لماذا لا أعيش وأكتب في سلام كامل , كمثل غيري , لهذا "السطح" العربي السياسي والأكاديمي والديني والاجتماعي , المليء بـ"جاذبيات" من كل نوع , وبـ"إغراءات " ضخمة؟
هكذا أدخل بيت الطاعة
لا أثير أية مشكلة
لا أتخذ أي موقف
وأرفض أية مغامرة حتى في ميدان نتاجي الخاص
ولا يكون لدي أية "جحيم"
لا يكون لدي غير "الجنة".
307, 308
الكائن الذي هو أنا , والذي يحيا ويفكر في ظل السياسة العربية , ليس هو أنا في الحقيقة , إنه شخص آخر فيّ: شخص الجماعة وتقاليدها الفكرية المهيمنة . أو لأقل : إنه شخص الرقابة في الحياة العربية مجرد ممارسة سلطوية , وإنما هي جزء عضوي من هذه الحياة ومن ثقافتها .
العربي - المسلم , اليوم , هو تحديدا رقيب .
لكن لنحلم جميعا بقيام رقابة من نوع آخر : منع البطالة والفقر والهجرة والقمع والطغيان بمختلف أشكاله , منع المستشفيات من أن ترفض استقبال المرضى , بحجة أنهم لا يقدرون أن يدفعوا ثمن هذا الاستقبال , منع الفقراء والمحتاجين من أن يتحولوا إلى لصوص أو إلى مرتشين لكي يقدروا أن يعيشوا , ويعيلوا أطفالهم , منع الطاقات المفكرة , المبدعة من ترك بلدانها إلى بلدان أخرى , طلبا للحرية , وبحثا عن الحياة الكريمة , منع عزل المرأة وحرمانها من الدخول الكامل إلى الحياة العملية والسياسية والثقافية , الخ الخ
308 , 309
كتب كثيرة للقراءة لكن , أفضل أن أنام على أن أقرأ كتاباً لا يوقظني .
313
ما أغرب حياتنا العربية : الموتى الذين يبعثون فيها , أكثر من الأطفال الذين يولدون .
317
- تاريخ
يتصاعد الدخان من فمه ويديه وعينيه .
- وطن من الألفاظ
جدرانا وحقولا , طرقا وأنظمة .
- لا تظنوا أن العرب استقلوا عن العالم .
العالم استقل عنهم .
- جاء الظلام وجثم على كل شيء.
لماذا يتأخر الضوء ,
لماذا لا يجيء؟
- أغبطك , أنت المرهق , المضطرب
يا من تتابع السباحة نحو الضوء, في هذا المحيط من الظلمات .
318 , 319
لا أشعر
أن الثلج منفى.
لا أشعر أنه يجيء من بلاد نائية , أو بلاد مهجورة ومنسية .
مع ذلك , أشعر كأنني أتزلج في عربة يقودها هو نفسه , في أحضان اللاشيء .
ترافقنا تلك العائلة التي لا تفنى :
الأب الليل , الأم الفجر , الأخوة : الصمت , الليل , النهار.
الأخت : الشمس.
لا يسقط الثلج عموديا . يسقط متعرجا .
في خيوط متقطعة تتمايل مقطورة بيدي هواء ناعم.
الهواء هنا نقيض الريح:
ابن يحارب أباه . يا للعقوق الجميل!
لحظة , يخيل إليّ فيها , برحمة الثلج وعفوه ,
أن السماء تنزل على درج الغيم لكي تعلن وحدتها مع الأرض ,
أن السماء تجلس على الأرض , تنام على الأرض ,
أن السماء تتدثر ثوب الأرض ,
أن السماء تراب آخر.
ويخيل إليّ , برحمة هذه السماء وعفوها ,
كأنني أنهض من وراء مكتبي ,
أحمل جسدي خفيفا كندفة ثلج ,
وألقيه من نافذتي إلى الهواء والضوء.
وفيما أنظر إلى الثلج وأصغي إلى موزار
أشعر كأن شكي ليس إلا يقيناً.
لكن , ها هو صدري يضيق :
افتح لي , من جديد , أيها اليقين , أبواب الشك.
كلا , لا أطلب , وإنما أسأل :
من يفتح لي , من جديد , أبواب الشك ؟
325 , 326
الإفراط في فرض اتجاه فكري على المجتمع لا يؤدي إلا إلى الإفراط في التمرد عليه . والأفكار التي تفرض بالقوة , وتعمم بالقوة , لا تكون موضوع إيمان , بالنسبة إلى معظم العاملين في حقول الفكر والأدب بقدر ما تكون موضوع خوف . هكذا تهيمن شكليا , وسطحيا . وتفقد فاعليتها ومعناها . الأفكار الخلاقة الفعالة هي التي تولد حرة , ويستجيب لها الناس بحرية , من دون ترغيب وترهيب.
330 , 331
إننا لا نجد في الذائقة العربية السائدة , فكراً وأدباً وفناً , ما ينفتح على طاقات التجريب , أو يشجعها , ذلك أن التجريب يضمر المغامرة والاضطراب والخطر . فهو حرب باللغة على سبات الأشياء والأفكار , تزعزعها , مخرجة إياها من مدارها الهادئ , اليقيني . وهو كذلك حرب داخل اللغة نفسها . وهذه الذائقة تميل , على العكس , إلى الهدوء , والطمأنينة , والتعقل , إنها ذائقة حدود ثابتة , وقواعد راسخة . ألهذا لا نجد في العالم , اليوم , ثقافة موقنة , واثقة , كمثل الثقافة العربية ؟
332
امرأة - عندما أنظر إليها
تقاتل يسراي يمناي ,
وتغار عيني من عيني.
334
لا أشعر أنه يجيء من بلاد نائية , أو بلاد مهجورة ومنسية .
مع ذلك , أشعر كأنني أتزلج في عربة يقودها هو نفسه , في أحضان اللاشيء .
ترافقنا تلك العائلة التي لا تفنى :
الأب الليل , الأم الفجر , الأخوة : الصمت , الليل , النهار.
الأخت : الشمس.
لا يسقط الثلج عموديا . يسقط متعرجا .
في خيوط متقطعة تتمايل مقطورة بيدي هواء ناعم.
الهواء هنا نقيض الريح:
ابن يحارب أباه . يا للعقوق الجميل!
لحظة , يخيل إليّ فيها , برحمة الثلج وعفوه ,
أن السماء تنزل على درج الغيم لكي تعلن وحدتها مع الأرض ,
أن السماء تجلس على الأرض , تنام على الأرض ,
أن السماء تتدثر ثوب الأرض ,
أن السماء تراب آخر.
ويخيل إليّ , برحمة هذه السماء وعفوها ,
كأنني أنهض من وراء مكتبي ,
أحمل جسدي خفيفا كندفة ثلج ,
وألقيه من نافذتي إلى الهواء والضوء.
وفيما أنظر إلى الثلج وأصغي إلى موزار
أشعر كأن شكي ليس إلا يقيناً.
لكن , ها هو صدري يضيق :
افتح لي , من جديد , أيها اليقين , أبواب الشك.
كلا , لا أطلب , وإنما أسأل :
من يفتح لي , من جديد , أبواب الشك ؟
325 , 326
الإفراط في فرض اتجاه فكري على المجتمع لا يؤدي إلا إلى الإفراط في التمرد عليه . والأفكار التي تفرض بالقوة , وتعمم بالقوة , لا تكون موضوع إيمان , بالنسبة إلى معظم العاملين في حقول الفكر والأدب بقدر ما تكون موضوع خوف . هكذا تهيمن شكليا , وسطحيا . وتفقد فاعليتها ومعناها . الأفكار الخلاقة الفعالة هي التي تولد حرة , ويستجيب لها الناس بحرية , من دون ترغيب وترهيب.
330 , 331
إننا لا نجد في الذائقة العربية السائدة , فكراً وأدباً وفناً , ما ينفتح على طاقات التجريب , أو يشجعها , ذلك أن التجريب يضمر المغامرة والاضطراب والخطر . فهو حرب باللغة على سبات الأشياء والأفكار , تزعزعها , مخرجة إياها من مدارها الهادئ , اليقيني . وهو كذلك حرب داخل اللغة نفسها . وهذه الذائقة تميل , على العكس , إلى الهدوء , والطمأنينة , والتعقل , إنها ذائقة حدود ثابتة , وقواعد راسخة . ألهذا لا نجد في العالم , اليوم , ثقافة موقنة , واثقة , كمثل الثقافة العربية ؟
332
امرأة - عندما أنظر إليها
تقاتل يسراي يمناي ,
وتغار عيني من عيني.
334